طليعة مكافحة الإجهاض


معارضو الإجهاض هم طليعة مجهودات أوسع لمعاقبة النساء الفقيرات ومهاجمة الخدمات الاجتماعية.
بواسطة كاثا بوليت
ماذا يعارض مناهضو الإجهاض حقا؟
تلميح: ليس الأمر قاصرا على الإجهاض. نفس الأشخاص الذين يحاولون، بنجاح كبير جعل الإجهاض غير متاح، يرغبون أيضا في الحد من قدرة المرأة على تجنب الحمل ابتداءا. يتظاهرون بالتأييد، إذا تعلق الأمر بتحسين أحوال الأمهات ذوات الدخل المنخفض والأطفال، برغم زعمهم أن الفقر يدفع النساء لإجهاض لا يرغبن فيه.
لنلقي نظرة عن كثب على هذين الأمرين.

تنظيم الإنجاب والتثقيف الجنسي
طبقا لمعهد Guttmacher، فإن مقدمي خدمة تنظيم الإنجاب الممولين من الضرائب العامة منعوا 2.2 مليون حمل غير مخطط لها، والتي كان من الممكن أن تؤدي إلى 760000 حالة إجهاض.(يضاف إلى ذلك عدد غير محدود من حالات الحمل التي تم منعها باستخدام وسائل تنظم الحمل التي حصلت عليها النساء أما عن طريق مالهم الخاص أو عبر خدمات التأمين الصحي) زيادة استخدام وسائل افضل لمنع الحمل وليس تقييد الإجهاض خفض نسبة الإجهاض بنسبة 13 في المائة بين عامي 20082011.
وسائل منع الحمل الحديثة تعمل بشكل فعال: ثلثي النساء اللاتي يستخدمنها بانتظام يعادلن نسبة 5% من حالات الإجهاض. على الرغم من ذلك فلم نشهد من المنظمات الكبرى المناهضة للإجهاض تدعو لإتاحة اكبر لوسائل تنظيم الحمل، وبقدر اقل بكثير لتثقيف اليافعين حول طرق استخدامها: فلا نسويات من اجل الحياة، اللجنة الوطنية للحق في الحياة، قائمة سوزان ب. انتوني، اتحاد الحياة الأمريكي، أمريكيون من اجل الحياة، ولا رابطة العمل المؤيدة للحياة، ولا داعي لذكر مجلس الأساقفة الكاثوليك الأمريكي، قسس من اجل الحياة، وراهبات من اجل الحياة.
المنظمات المناهضة للإجهاض أما تعارض وسائل منع الحمل علنا وأما لا يأتون على ذكرها بالمرة. حتى ديمقراطيون من اجل حياة أمريكا يتجنبون الموضوع.
من الصعب إيجاد خبير صحة عامة قادر على إنكار أن اكثر الطرق فاعلية في منع الإجهاض هو وسائل منع الحمل الموثوقة. إلا أن المتشددين المناهضين للإجهاض يجدون طرقا للانخراط في هذا الجدال الأحمق. وهم يجادلون بأن حبوب منع الحمل ووسائل منع الحمل الطارئة "مجهضة"، "مبيدات أطفال"، و "حبوب قاتلة" تمنع انغراس البويضات المخصبة، بغض النظر عن إشارة العديد من الدراسات إلى أن هذه الأدوية لا تعمل بهذه الطريقة. (بطريقتهم هذه في الحساب، فالعدد الفعلي لحالات الإجهاض غير محدود عمليا - فملايين النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل يتعرضون -حسب فرضية هؤلاء- للإجهاض كل شهر).
هم يجادلون أن تنظيم الإنجاب غير فعال (إذن هي لا تقتل الأطفال في النهاية؟)، لكنهم يجادلون أن أساس المشكلة هو "ذهنية منع الحمل" ما يؤرقهم حقا هو الرؤية المعاصرة للجنس من أجل المتعة والحميمية دون خوف من الحمل.
حين يساند الجمهوريين مناهضي الإجهاض تنظيم الإنجاب، تبدو اقتراحاتهم غير واقعية، إن لم تكن مخادعة. “نحن أنصار الحق في الحياة يجب أن نكون المسئولين عن البرنامج الحكومي لتنظيم الأسرة -Title X-” كما صرحت الناشطة الجمهورية جوليانا غلوفر في 2012 في مقالها الذي بدا يائسا إلى حد ما في صفحة الرأي لصحيفة نيويورك تايمز و اقتراحها كان - دعم البرنامج، ومنع تمويل "أي مجموعة تمارس الإجهاض" (أي، تنظيم الأسرة) - قد يبدو ذلك وكأنه حل وسط منطقي، لكنه ضرب من الخيال.
في المقام الأول فإنه لا يوجد قوة سياسية منظمة ذات شأن تلقي بالاً لتنظيم الإنجاب.
ماذا حل بالجمهوريين المتحمسين لوسائل تنظيم النسل امثلا نيلسون روكيفيلير، بوب باكوود، ريتشارد نكسون الذي دشن برنامج الرعاية Title X، وجورج بوش الابن الذي أولى اهتماما كبيرا لتنظيم الإنجاب كعضو بالكونجرس لدرجة انهم اطلقوا عليه اسم " Rubbersi؟ هذا الحزب اصبح من الماضي، تم استبداله بحزب خاضع لهيمنة اليمين الديني وجماعات متطرفة أيديولوجية أخرى، هؤلاء الذين وحدوا قواهم في حفلة شاي انتصارهم في الانتخابات بداية 2010.
ثانيا، لا يوجد شبكة عيادات بديلة عن عيادات تنظيم الأسرة. حين استبعدت تكساس ما يقارب أربعين عيادة تنظيم أسرة من برنامجها الجديد لصحة المرأة ل2011، انخفض معدل الإقبال على تنظيم الإنجاب بنسبة 38% في أوساط النساء ذوات الدخل المنخفض، بينما انخفض الإقبال على اختبارات الصحة بنسبة 23%.
بحلول 2013 اقتطع المشرعون الجمهوريون ثلثي ميزانية تنظيم الأسرة، و76 عيادة تنظيم أسرة (من ضمنها عيادات تنظيم الحمل الغير مخطط) تم إغلاقها. عدد النساء الذين يتلقون الخدمة انخفض بنسبة 77% عن عام 2011 حسب تقرير اوستن كرونيكل. من الصعب تصديق إن المحافظين قد مدوا يد السلام للاختيار الحر فيما يخص منع الإنجاب للوصول عبر محاولة جادة للموائمة بدلا من إشاراتهم الخطابية الساخرة.
نفس النمط تم اتباعه فيما يخص التثقيف الجنسي. مناهضي الإجهاض روجوا لتثقيف ( فقط بالامتناع) غاضين البصر كليا عن الأدلة القوية عن عدم فعاليته على المدى الطويل. فقد يؤدي إلى تأخير سن ممارسة الجنس عند المراهقين، ليس لزمن طويل، وحين سيمارسونه فعلى الأغلب لن يستخدموا الواقي ولا موانع الحمل.تحتل تكساس المرتبة الثالثة في معدلات حمل المراهقات، إلا أن ذلك لم يثني عمدتها المناهض العتيد للإجهاض ريك بيري عن منع قطاع الصحة من التقدم لطلب ملايين الدولارات من التمويل الفيدرالي الموجه لمنع حمل المراهقات من خلال موانع الحمل المترافق مع غياب التثقيف الجنسي.
على الجانب الأخر في 2013 أنففت تكساس 1.2 مليون دولار من الميزانية الفيدرالية على موقع للترويج للامتناع عن الجنس خارج إطار الزواج. (نعم الحكومة الفيدرالية لا زالت تمول تثقيف (فقط بالامتناع) بالرغم من إعلان الرئيس اوباما عن رفضه للتثقيف الجنسي الذي لا يتضمن معلومات عن منع الحمل.)
من منظور الحركة المنظمة المعادية للاختيار، فموانع الحمل والتثقيف الجنسي الواقعي لا يعدان حلا لمشكلة الإجهاض. فهي من وجهة نظرهم ثلاثة أوجه لنفس الكارثة. فكما أوضحت مديرة مؤسسة قائمة سوزان ب. انثوني مارجري دانينفلسير  “ خلاصة القول إن محو الصلة بين الحمل والإنجاب يؤدي للمشاكل"
واكبر هذه المشاكل، هي ممارسة النساء للمزيد والمزيد من الجنس. في 2011 أوقف برنامج تنظيم الإنجاب تقديم وسائل تنظيم الإنجاب للنساء ذوات الدخل المنخفض في نيوهامشير في الوقت الذي رفض مجلس المدينة التنفيذي حوالي 1.8 مليون من تمويلهم المحلي والفيدرالي"أنا معادي للإجهاض" هكذا صرح عضو المجلس ريموند ويكزورك " أنا ارفض تقديم الواقي لاحد. إذا كنت تنوي الاحتفال، فاحتفل ولكن لا تطلب مني أن ادفع ثمن احتفالك.”
فوائد التحكم بالإنجاب لصحة النساء، التكلفة الاقتصادية لحالات الحمل الغير مرغوب فيها، حتى معاناة النساء الاتي تحتجن لحبوب منع الحمل لأغراض صحية أخرى، السياسة الحساسة تجاه هذه الاعتبارات بدت وكأنها لا شئ بالمقارنة بامتلاك الفرصة للتلويح باصا بعهم الوسطى صارخين بالنساء: مارسن الجنس باموالكن يا صعاليك.
الفقر
منطقيا فان الفقر يجب أن ينال اهتمام مناهضي الإجهاض، ذوي الرغبة الأقل في الاقتصاص من النساء بينهم يتعاملون بجدية مع حقيقة أن ثلاثة أرباع النساء يسعين للإجهاض مستشهدين بالظروف الاقتصادية لقرارهن. أنا لست متأكدة إذا ما كانت هذه الإحصائيات تعني انه إذا ما امتلكن مالا اكثر فان نفس هؤلاء النساء سيحتفظن باطفالهن.
المهتمين بالمسألة سيعطون إجابات مختلفة لتساؤل لماذا يقمن بالإجهاض، والفقر قلما كان السبب الوحيد. تقريبا نفس النسبة أضافت أن الإنجاب سيغير خططهن بشكل مأساوي عبر تعارضه مع التعليم أو العمل أو أعباء المسئولية عن الأطفال. تقريبا النصف عبروا عن عدم الرغبة في أن يكن أمهات عازبات. سيكون من الدقيق القول أن النساء يتعرضن اكثر للحمل غير مخطط أو في وقت غير مناسب. إنهن يتعرضن لإجهاض بشكل اكبر ولكن يملكون أيضا عدد اكبر من الأبناء؟
فما الذي يقدمه هؤلاء المناهضين للإجهاض لجعل النساء الأقل دخلا اكثر قدرة على الإبقاء على حملهن وتربية أطفالهن؟ تقريبا لا شئ. بالقطع هناك علاقة عكسية بين دعم تقييد الإجهاض ودعم البرامج مساعدة الحوامل الأقل دخلا، المواليد، والأطفال.
أثناء تعطيل الحكومة المدبر من الجمهوريين في خريف 2013، عمت الفوضى برنامج تغذية النساء، الرضع، والأطفال (WIC) الذي يخدم 8.9 مليون من الأمهات والأطفال تحت سن الخامسة. إذ نفذ تمويله، رفضت بعض الولايات الكثير من المتقدمات أو رفضوا طبع قسائم الإعانة. (المسئول المحافظ المناهض للإجهاض والمستشار بالحزب الجمهوري بيل كريستول علق على ذلك قائلا: لا أظن إنها نهاية العالم.
على النقيض من ذلك أوليت عناية خاصة بالموظفين المدنيين بوزارة الدفاع أثناء ذلك -لذين تم استدعائهم من الاجازات والصالة الرياضية للبيت الابيض التي ظلت مفتوحة.
فإذا ما تعلق الدعم بنقص الغذاء، الإسكان، الخدمات الاجتماعية، أو التعليم، إذا كان لصالح الفقراء فإن حزب مناهضة الإجهاض يرغب في خفضه. رفع الحد الأدنى للأجور؟ سيلحق الأذى بالأرباح. توسيع مظلة إعانة البطالة؟ ماذا، وندع الكسالى يتنعمون بشبكة الأمان التي يدعي بول رايان انهم ركنوا إليها؟
الجمهوريون المناهضين للإجهاض حاولوا التخلص من قانون الرعاية للجميع منذ لحظة تمريره. كما انه في عام 2014، رفضت 24 ولاية توسيع دائرة المستفيدين بالتأمين الصحي لتشمل ذوي الدخول الأعلى من الذي تشترطه الولايات لتلقي الدعم (هذا الأعلى هو تقريبا لا شئ-11 دولار في اليوم في بعض الولايات).
كانت فرصة كبيرة لتحسين حياة الملايين من البشر قليلا جدا بلا مقابل تقريبا، كان سيتم تغطية التكلفة كليا لثلاث سنوات بواسطة الحكومة الفيدرالية، بعدها تتحمل الولاية 10% فقط من التكلفة.
ثلثي الأمة،من أمهات عازبات، وافرو-أمريكيون غير مؤمن عليهم، و60% من العمال الفقراء الغير خاضعين للتأمين هم من مواطني هذه الولايات- طوفان عداء عرقي، طبقي، وجندري. في كل حالة، كان حكام ولايات أو/و مشرعون جمهوريون هم الذين يرفضون توسيع دائرة الحماية. هناك الشئ الأهم من الأجنة، المواليد، والأمهات: نكز الرئيس اوباما في عينه بعصى حادة.
المحافظون المناهضون للإجهاض لا يستطيعون الإعلان على الملأ انهم نبذوا الأمهات والأطفال. الكنيسة والجمعيات الخيرية، التي يدعون انهم سيساعدوها على الاستمرار بلا أي قيود أو أعباء على عاتق دافعي الضرائب. في ذات الوقت فلنغلق هذه العيادات، إن أيا من العمل الخيري و حركة مناهضة الإجهاض لن تحل مشكلة النساء ذوات الدخل المنخفض الرئيسية-الدخل المنخفض-نفس الأمر ينطبق على مشاكل التشرد، الجوع، والإدمان.
شبكة الرعاية التي أسستها في1985 مديرة تنفيذية وأم تتبنى التعليم المنزلي و ناشطة في مناهضة الإجهاض ماري كاننجهام اجي، تزعم أن الشبكة قدمت المساعدة عبر عشرات الآلاف من المتطوعين ل24 ألف من النساء الحوامل لمدة 29 عاما، " في 50 ولاية و30 بلد اجنبي" معظمهن جامعيات من الطبقة الوسطى ونساء عاملات. هذا يعني اقل من ألف امرأة في السنة، وشبكة الرعاية واحدة من اكبر المؤسسات من نوعها.
إمداد الحوامل والأمهات الجديدات المحتاجات بالدعم الحقيقي والرعاية الطبية ذات الجودة يتطلب مجهود ضخم من الجهة الوحيدة التي تمتلك القوة الكافية والموارد لإنجاز هذه المهمة – الدولة والحكومة الفيدرالية.
iبالعامية الأمريكية تعني : الواقي الذكري

مترجم عن موقع Jacobin 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

إشكالية الفيسبوك تتجاوز الأخبار الزائفة تعقيدا

مغامرات البنوتة المريعة

النساء في مشهد الانتخابات مجال لفرض السيطرة